كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



23- وقوله جل وعز: {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا} آية 24 قال أبو جعفر القول في هذا كالقول في قوله تعالى أذلك خير أم جنة الخلد والفراء يذهب إلى أنه ليس في هذا سؤال البتة.
24- ثم قال جل وعز: {وأحسن مقيلا} آية 24 قال قتادة أي مأوى ومنزلا قال أبو جعفر المقيل في اللغة هو المقام وقت القيلولة خاصة فقيل إن أهل الجنة ينصرفون إلى نسائهم مقدار وقت نصف النهار فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ذلك الوقت.
25- ثم قال جل وعز: {ونزل الملائكة تنزيلا} آية 25 قال قتادة تنزل ملائكة كل سماء سماء فيقول الخلائق لهم أفيكم ربنا جل وعز وذكر الحديث.
26- ثم قال جل وعز: {الملك يومئذ الحق للرحمن} آية 26 لأن ملك الدنيا زائل.
27- وقوله جل وعز: {ويوم يعض الظالم على يديه} آية 27 قال سعيد بن المسيب كان عقبة بن أبي معيط خدنا لأمية بن خلف فبلغ أمية أن عقبة عزم على أن يسلم فأتاه فقال له وجهي من وجهك حرام إن لم تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ففعل الشقي فأنزل الله جل وعز ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا وقال أبو رجاء فلان هو الشيطان واحتج لصاحب هذا القول بأن بعده وكان الشيطان للإنسان خذولا والقول الأول هو الذي عليه أهل التفسير.
28- روى عثمان الجزري عن مقسم عن ابن عباس أن هذا نزل في عقبة وأمية.
وفي رواية مقسم فأما عقبة فكان في الأسارى يوم بدر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله فقال أأقتل دونهم فقال نعم بكفرك وعتوك فقال من للصبية فقال النار فقام علي بن أبي طالب فقتله وأما أمية بن خلف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده وكان قال والله لأقتلن محمدا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنا أقتله إن شاء الله وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أمية لعقبة أصبأت فقال عقبة إنما صنعت طعاما فأبي محمد أن يأكل منه حتى أشهد له بالرسالة والذي قال أبو رجاء ليس بناقض لهذا لأن هذا كان بإغواء الشيطان وتزيينه فيجوز أن يكون نسب إليه على هذا.
29- وقوله جل وعز: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} آية 30 قال مجاهد وإبراهيم أي قالوا فيه غير الحق قال إبراهيم ألم تر إلى المريض كيف يهجر أي يهذي وقيل مهجورا أي متروكا.
30- وقوله جل وعز: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين} آية 31 قال أبو جعفر يجوز أن يكون عدوا بمعنى أعداء ويجوز أن يكون لواحد وفي بعض الروايات عن ابن عباس أنه يراد به أبو جهل.
31- وقوله جل وعز: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك} آية 32 قيل هذا التمام والمعنى أنزلناه متفرقا لنثبت به فؤادك كذلك التثبيت كما قال جل وعز: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا} لأنه إذا انزله متفرقا كان فيه جواب ما يسألون في وقته فكان في ذلك تثبيت فقيل التمام قوله كذلك وقيل التمام عند قوله جملة واحدة.
والمعنى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كالتوراة والإنجيل ومعنى هذا لم أنزل متفرقا فقال جل وعز: {كذلك لنثبت به فؤادك أي أنزلناه متفرقا لنثبت به فؤادك}.
32- ثم قال جل وعز: {ورتلناه ترتيلا} آية 32 روى مغيرة عن إبراهيم قال أنزل متفرقا وقال الحسن كلما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شئ نزل جوابه حتى كمل نزوله في نحو من عشرين سنة.
33- ثم قال جل وعز: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} آية 33 قال الضحاك أي تفصيلا قال أبو جعفر في الكلام حذف والمعنى وأحسن تفسيرا من مثلهم ومثل هذا يحذف كثيرا.
34- ثم قال جل وعز: {الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا} آية 34 في الحديث الشريف: «يحشر الناس على ثلاث طبقات: ركبانا ومشاة وعلى وجوههم قال أنس قيل يا رسول الله كيف يحشرون على وجوههم فقال إن الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم».
35- وقوله جل وعز: {وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا} آية 35 روى سعيد عن قتادة قال أي عونا وعضدا.
36- وقوله تعالى: {وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم} آية 37 قيل هذا يوجب أن قوم نوح قد كذبوا غير نوح صلى الله عليه وسلم فقيل من كذب نبيا فقد كذب جميع الأنبياء لأن الأنبياء كلهم يؤمنون بالله جل وعز: وبجميع كتبه وقيل هذا كما يقال فلان يركب الدواب وإن لم يركب إلا واحدة أي يركب هذا الجنس.
37- وقوله جل وعز: {وعادا وثمود وأصحاب الرس} آية 38 قال قتادة كانوا أصحاب فلج باليمامة وآبار قال مجاهد أصحاب الرس كانوا على بئر لهم وكان اسمها الرس فنسبوا إليها قال أبو جعفر الرس عند أهل اللغة كل بئر غير مطوية ومنه قول الشاعر:
تنابلة يحفرون الرساسا

يعني آبار المعادن ويروى أنهم قتلوا نبيهم ورسوه في بئر أي دسوه فيها.
إلا أن قتادة قال إن أصحاب الأيكة وأصحاب الرس أمتان أرسل إليهم جميعا شعيب صلى الله عليه وسلم فعذبتا بعذابين.
38- ثم قال جل وعز: {وقرونا بين ذلك كثيرا} آية 38 قال قتادة بلغنا أن القرن سبعون سنة ومعنى تبرنا أهلكنا ودمرنا.
39- وقوله جل وعز: {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء} آية 40 قال قتادة يعني مدينة قوم لوط.
40- وقوله جل وعز: {بل كانوا لا يرجون نشورا} آية 40 قال قتادة أي حسابا وبعثا قيل يرجون هاهنا بمعنى يخافون وقال من ينكر الأضداد يرجون على بابه أي لا يرجون ثواب الآخرة فيتقوا المعاصي.
41- وقوله جل وعز: {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} آية 43 قال الحسن لا يهوى شيئا إلا اتبعه وقال غيره كان أحدهم يعبد الحجر فإذا رأى حجرا أحسن منه أخذه وترك الأول قال أبو جعفر قول الحسن في هذا قول جامع أي يتبع هواه ويؤثره فقد صار له بمنزلة الإله.
42- ثم قال جل وعز: {أفأنت تكون عليه وكيلا} آية 43 قيل حافظا وقيل كفيلا.
43- ثم قال تعالى: {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا} [آية: 44] لأن الأنعام تسبح وتجتنب مضارها.
44- وقوله جل وعز: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} آية 45 ترى هاهنا في موضع تعلم ويجوز أن يكون من رؤية العين قال الحسن وأبو مالك وإبراهيم التيمي وقتادة والضحاك في قوله تعالى ألم تر إلى ربك كيف مد الظل هو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
45- ثم قال تعالى: {ولو شاء لجعله ساكنا} آية 45
قال الحسن أي لو شاء لتركه ظلا كما هو وقال الضحاك أي لو شاء لجعل النهار كله ظلا وقال قتادة ساكنا أي دائما ثم جعلنا الشمس عليه دليلا أي تتلوه وتتبعه ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا روى سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن مجاهد يسيرا أي خفيا وقال الضحاك سريعا وقال أبو مالك وإبراهيم التيمي قبضا يسيرا هو ما تقبضه الشمس من الظل.
قال أبو جعفر قول مجاهد أولى في العربية وأشبه بالمعنى لما نذكره وصف الله جل وعز لطفه وقدرته فقال ألم تر إلى ربك كيف مد الظل أي ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس كما قال أهل التفسير وبينته لك في قوله جل وعز في وصفه الجنة وظل ممدود.
46- ثم قال سبحانه: {ولو شاء لجعله ساكنا} آية 45 أي دائما كما في الجنة ثم جعلنا الشمس عليه دليلا أي تدل عليه وعلى معناه لأن الشئ يدل على ضده فيدل النور على الظلمة والحر على البرد وقيل دالة على الله عز وجل ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا أي إذا غابت الشمس قبض الظل فبضا ذلك خفيا كلما قبض جزء منه جعل مكانه جزء من الظلمة وليس يزول دفعة واحدة فهذا قول مجاهد وقول أبي مالك وإبراهيم التيمي أن المعنى ثم قبضنا الظل بمجئ الشمس ويذهبان إلى أن معنى يسيرا سهلا علينا.
وقول مجاهد أولى لأن ثم يدل على أن الثاني بعد الأول وقوله أيضا أجمع للمعنى.
47- وقوله جل وعز: {وهو الذي جعل لكم الليل لباسا} آية 47 أي سترا والنوم سباتا أي راحة وجعل النهار نشورا أي ينتشر فيه.
48- وقوله جل وعز: {وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته} آية 48 أكثر القراء يقرءون ما كان في معنى الرحمة على الرياح وما كان في معنى العذاب على الريح ويحتج بعضهم بحديث ضعيف يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا هبت الريح قال اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا.
قال أبو جعفر وقيل إنما وقع هذا هكذا لأن ما يأتي بالرحمة ثلاث رياح وهي الصبا والشمال والجنوب والرابعة الدبور ولا تكاد تأتي بمطر فقيل لما أتى بالرحمة رياح هذا ولا أصل للحديث ومعنى نشرا إحياء أي تأتي بالسحاب الذي فيه المطر الذي به حياة الخلق ونشرا جمع نشور وروى عن عاصم بشرا جمع بشيرة وروي عنه بشرا بحذف الضمة لثقلها أو يكون جمع بشرة كما يقال بسرة وبسر.
وعن محمد اليماني بشرى أي بشارة بين يدي رحمته أي المطر.
49- وقوله جل وعز: {وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا} آية 49 قال محمد بن يزيد أناسي جمع إنسي مثل كرسي وكراسي وقال غيره أناسي جمع إنسان والأصل أناسين مثل سراحين ثم أبدل من النون ياء.
50- ثم قال سبحانه: {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا} آية 50 يعني المطر أي نسقي أرضا ونترك أرضا ليذكروا أي ليفكروا في نعم الله جل وعز ويحمدوه فأبى أكثر الناس إلا كفورا وهو أن يقولوا مطرنا بنوء كذا أي بسقوط كوكب كذا كما يقول المنجمون فجعلهم كفارا بذلك.
51- وقوله جل وعز: {وجاهدهم به جهادا كبيرا} آية 52 أي بالقرآن.
52- وقوله جل وعز: {وهو الذي مرج البحرين} آية 53 أي خلطهما وخلاهما فهما مختلطان في مرآة العين وبينهما حاجز من قدرة الله عز وجل وفي الحديث مرجت أماناتهم أي اختطلت ويقال مرج السلطان الناس أي خلاهم وأمرجت محمد الدابة ومرجتها إلى أي خليتها لترعى.
53- ثم قال تعالى: {هذا عذب فرات} آية 53 أي شديد العذوبة {وهذا ملح أجاج} آية 53 روى معمر عن قتادة قال الأجاج المر قال أبو جعفر والمعروف عند أهل اللغة أن الأجاج الشديد الملوحة ويقال ماء ملح ولا يقال مالح وروي عن طلحة أنه قرأ وهذا ملح أجاج بفتح الميم وكسر اللام.
54- ثم قال جل وعز: {وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا} آية 53 برزخا أي حاجزا وحجرا محجورا أي مانعا.
55- ثم قال تعالى: {وهو الذي خلق من الماء بشرا} آية 54 يعني بالماء النطفة والله عز وجل أعلم.
56- وقوله جل وعز: {فجعله نسبا وصهرا} آية 54 قيل هو الماء الذي خلق منه أصول الحيوان وقيل النسب البنون ينتسوب كان إليه وخلق له بنات من جهتهن الأصهار وقال أبو إسحاق النسب الذي ليس بصهر من قوله تعالى حرمت عليكم أمهاتكم إلى قوله وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف والصهر من يحل له التزوج وروى عميرة مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنه وهو قول الضحاك قال حرم من النسب سبع ومن الصهر سبع.
ثم قرأ حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم إلى قوله وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف وقيل من الصهر خمس وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم إلى وحلائل أبنائكم وهذا لفظ الضحاك وقد اختلف في الفرق بين الختن والصهر فقال الأصمعي الأختان كل شئ من قبل المرأة مثل أبي المرأة وأخيها وعمها والأصهار يجمع هذا كله يقال صاهر فلان إلى بني فلان وأصهر إليهم وقال ابن الأعرابي الأختان أبو المرأة وأخوها وعمها والصهر زوج ابنة الرجل وأخوه وأبوه وعمه.